بين قتل النساء جسديا وقتلهن نفسيا واجتماعيا

نساء الانتفاضة
nisaa.alintifadha@yahoo.com

2022 / 7 / 25

ترتكب بين الحين والآخر جرائم يندى لها جبين الانسانية، بالضد من النساء في العراق والمنطقة والعالم اجمع، لأسباب تتعلق بذكورية المجتمعات وهيمنة جهات اجتماعية وسياسية تهمش وتضطهد المرأة.

ان معالجة والسيطرة على هذه الجرائم لا يتعلق بمحاسبة المجرمين المسؤولين بشكل مباشر عنها، انما يتعدى ذلك إلى محاربة وإلغاء السيطرة الدينية والعشائرية والسياسية اليمينية والرجعية التي تسود مختلف المجتمعات حول العالم.

دائما ما تمارس هذه القوى وصاية على النساء وتعدهن جنسا أضعف، يجب عليه الخضوع والاستسلام. ولا تنتهي مآسي النساء عند هذا الحد الذي يمثل أعلى مراحل الجريمة، وهو التصفية الجسدية، انما يسير بالتوازي مع هذه الجرائم واقع آخر يكاد يكون مخفيا وغير مرأي في الكثير من الأحيان.

ان هذا الواقع يمثل الوجه الآخر للقتل، وهو قتل النساء على المستوى النفسي والاجتماعي، ففي العراق وسوريا ومصر وإيران والسعودية وفي بلدان أخرى ايضا، تقتل طموحات النساء وهي في مهدها. إذ يتم استملاك النساء وتدجينهن منذ الطفولة وسلبهن حق ممارسة حياتهن بشكل طبيعي وجعلهن مجرد تابعات وقابلات بمصيرهن المأساوي وكأنه أمر طبيعي.

ان الهيمنة الذكورية عملية ناتجة عن تراكم تاريخي، لا تزال تعاني منها النساء منذ الاف السنين، وتخلف هذه الهيمنة وضعا نفسيا واجتماعيا صعبا للغاية، فغالبا ما نجد أن امراض القلق والاكتئاب والهيستيريا والفوبيا وغيرها من الأمراض تنتشر بشكل أوسع في أوساط النساء كما هو الحال في الأوساط الفقيرة والمهمشة التي تعاني إلى حد كبير أوضاعا تشبه أوضاع النساء من حيث التهميش والسيطرة من قبل أطراف "اقوى".

يمهد القتل النفسي والاجتماعي للنساء، والذي تمارسه المجتمعات المتخلفة الطريق لخلق واقع تنتشر فيه جرائم قتل النساء بشكل كبير، فهذا الواقع يبيح للمجتمعات الذكورية ان تقتل بحجة "الشرف" وما إلى ذلك من مسميات، وظفتها هذه المجتمعات من أجل تأبيد هذه الهيمنة الذكورية.

لا يمكن إيقاف جرائم قتل النساء التي تجري بشكل يومي، دون إنهاء للأوضاع الاجتماعية والنفسية، الناتجة عن استغلال المرأة اقتصاديا، وإنهاء استغلالها على الاصعدة كافة، لان ارضية الاستغلال هذه هي من تنتج الجريمة التي تتزايد يوما بعد آخر.

اسيل رماح



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة