الحجاب ليس له وظيفة أخلاقية - السعيد عبدالغني

السعيد عبدالغني
el.elsaied@gmail.com

2022 / 12 / 13

نوال السعداوي، الحجاب ليس له وظيفة أخلاقية وتعليق لي
*
لا يمكن الحديث عن الجنس عموما والكبت خصوصا بدون الحديث عن الدين لأن أفكاره هى المسيطرة التامة على كل أفعال الأفراد فى المجتمع.
والدين هو عامل رئيسي فى خلق الانفصام بين إرادة الفرد الباطنية وأفعاله الواقعية.
انه يحيا كليا جنسيا فى مخيلته ويمارس عمليات جنسية كاملة إلى أن يجد من يضع فيه منيه، وهذا يدمر قدرات كثيرة فى الإنسان منها القدرة على الحب والقدرة على الإبداع لأن كل شىء فيه مُسيطر عليه من الرجل المشتهي أو المرأة المشتهاة.
العربي أو العربية تحيا حريتها فى الخفاء المطلق فى داخلها او الخفاء شبه المطلق مع الشريك المحرم، يهرب من السجن بعد انغلاق العيون ويعود إليه قبل أن تنفتح.
ونقطة مهمة فى ذلك تربية عقدة الذنب و الخطيئة، فالمكبوت حائر بين ما تربي عليه وبين ما يريده جسده، حتى ان كان حرا فهو حر فى الخفاء وفى داخله فقط.
يستشعر أنه يفعل غير أخلاقي بالنسبة له وبالنسبة للمجتمع لأن المجتمع يحرم أفعال هى حقوق طبيعية ويعتبرها عارا أو خطيئة وذلك يلاشي الاستمتاع بهذه الأفعال بشكل كلي الذى يسدله الفعل.
فى المجتمع المكبوت كل شىء محرم فى الظاهر وكل شىء محلل فى الخفاء وهذا الانفصام يؤدى إلى انفصامات أخرى منها الانفصام الانوي والتشكل على حسب شخصية الآخر المحتك به.
إنه يمثل طوال الوقت ولا يكون على حقيقته الا وحيدا. الرغبة فى العري والذات الواحدة غريزة طبيعية للإنسان لكنها صعبة التحقق جدا.
من آثار الكبت الجنسي هو اعتبار الآخر المغاير فى الجنس أداة متعة فقط واغفال اي شىء آخر ممكن ان يعطيه إياه، تقزيمه فى جسد بنكران كامل لباقيه، نكران كامل لارادته ورغباته ومشاعره وافكاره وتقزيم الذات المكبوتة لنفسها وحصرها لكل هذه الطاقة غير الجسدية .
الكبت يدمر جماليات كثيرة حتى أنه يدمر جماليات الجنس نفسه عند ممارسته بعد الكبت لفترة طويلة، ففكرة الشبع الجسدي حتى لو تمت لا يكن هناك شبع نفسي من الجنس.
إنه لا ينتشي كما يجب ويشتهى كل نساء الارض، الكبت يقزم قيمة المرأة وجماليتها كمشارك بالمناصفة مع الرجل فى العالم، وكون المرأة الأضعف اجتماعيا لأسباب كثيرة فيتم الاستغلال السياسي والاجتماعي والديني لذلك.
الكبت الجنسي عند الرجال يحجب قيمة النساء وأيضا العكس.
الكبت الجنسي عند الانسان العامي الذى بدون فكر ولا تأمل، الذى لا يشعر بنشوة أخرى غير نشوة الجنس يجعله محصور نفسيا وتخييليا على هذه الرغبة والتهالك على تحقيقها.
فهو يفعل كل شىء للوصول إلى مهبل المرأة التى يريد ويشعر بالفخر بعد النوم معها وتشعر هى بالعار ويُشعرها هو أنها عاهرة، رغم نشوة كليهما فتسييس النشوة أيضا لصالح الاقوى اجتماعيا.
إنه يتزوج ليقضى حاجته الجنسية فقط، كأنه يستأجر عاهرة لمدة طويلة بالمهر والشقة والذهب ....
وليس معنى الحديث الشكل المطلق لأن هذا أكبر وهم ممكن حتى لو لم اذكر.
تتحدث نوال السعداوي عن الحجاب الذي يبرر اجتماعيا ودينيا بشهوة المرأة العظيمة كونها تساوي في أحد الاساطير ٢٤ مرة شهوة الرجل.
فعليها أن تحمي الرجل من خلال طمس نفسها، ونعود أيضا لنفس النقطة الاجتماعية /السياسية / التاريخية لقوة الرجل وانتشار الذكورية وخطاباتها بحجج كثيرة.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة