المكاسب في عيد المرأة غير كاملة

عصام محمد جميل مروة
Issam.mm@outlook.com

2023 / 3 / 8

تحتفل المرأة على المستوى الدولى في الثامن من اذار مارس من كل عام كدعم في صورة نمطية عن منحها المُرتجىَّ والمختبئ خلف اسئلة كبيرة فيما كُنا فعلاً نمنحها تقديرنا الغير عشوائي لدورها المميز اولاً وأخيراً !؟. كونها نداً اساسياً في كل المجتمعات للرجل الذي لَهُ ما ليس لها من سلطة او حتى التكوين البيولوجي الذي يفرق ما بين الأنثي والذكر منذُ ولادتنا على سطح المعمورة .
لكننا في هذا اليوم المجيد والعظيم الذي يتم تكريسهُ فرضياً كعيد يتكرر مرة واحدة في السنة لتمجيد دور المرأة كحجر اساسي في بناء البشرية جمعاء .
المراة ، أُم ، وزوجة ، وأُخت ، وإبنة ، وهناك اسباب لا حصر لها اذا ما ذهبنا بعيداً في وصف هذا الكائن الحىّ والذي يختزن ما لا يستطيع الرجل تحملهُ حتى في استفاضة لما يُتداولُ ويتكرر تِباعاً ان الرجل سيداً ولهُ القرار الاول والاخير ، بينما المرأة تنتظر خلف الكواليس لكي تدلي ما لديها من ابداع وبفضل حرية وحركة واشارة من الرجل ،
في عيدها الذي يحمل اهمية تاريخية على الاقل منذ نهاية منتصف السبعينيات من القرن الماضي بعد مداولة غير مُستهانة في ردهات الامم المتحدة قد تم تحديد الثامن من اذار عيداً ويوماً عالمياً يجب التقيد بكل التعاليم اياها . ورصد انجازاتها وإعتبار ذلك التاريخ منطلقاً للتغنى بما تفيضُ بهِ نساء العالم قاطبة من نجاح مُكتسب في كل الامكانيات.
لكننا قد نعترف قليلاً هنا ان دور المرأة قد اقدم على المنحى الدولى في بداية القرن الحالى مما اثارت مهمة الدراسة حول العقدين الاخيرين ! حيث تم منح بعض النساء جوائز مهمة ومنهن ، سيدات من ايران ""شيرين عبادة "" ، ومنحها جائزة دولية من مؤسسة نوبل للسلام ، على دورها في تحصيل حقوق الدفاع عن حرية المرأة في بلادها ايران !؟. لكننا نتساءل الأن عن نتيجة سحق المرأة في ايران بعد مجازر التي خلفتها قضية مهسا اميني .
كما اننا لو تابعنا قليلاً من الوقت حيث تبين لنا الرزنامة إن المانحين لحقوق المرأة هم نفسهم يعانون من سلطة الذكورية في منح ساحات متعددة التوجه حول إدراج قضية المرأة حسب معتقدات خائبة بلا فضائل تُذكر ، لمدح دور المرأة ، كما وقع مباشرة للفتاة "" مالالا يوسف زاد "" ، الباكستانية التي كادت تُقتل في بلادها من قبل مجموعة مجرمة تُرغِم النساء والاطفال على خدمة الذكر بما لا يتسع الشك في كيفية ادارة المطلوب من المرأة اذا ما كانت القوة الظلامية حاكمة ، وتجريدها من حقيبة الكتب البدائية ومنعها من التعلم والذهاب الى تحصيل بعضاً من مفردات بداية الدراسة على مقاعد حريتها في التعليم ،
ومن المؤكد كان منح "" توكل كرمان "" ، اليمنية الجنسية ، جائزة نوبل للسلام عن قيادتها للنساء في بعض مضارب اليمن الغير سعيد ، بعد تشقق النزاع المتتالي للجنوب وللشمال ، وللنساء اللواتي دفعن ثمناً غالياً بعد التخلف الذي وقع نتيجة هجمات وفتوحات الرجل الغبي الذي تناسى كل تخلفه ونظر الى تلطيف الاجواء عبر فترات الراحة مع القاصرات !؟..
كما شاهدنا فصول المشهد نفسهُ في العراق بعدما داهمت الجزمة الداعشية مناطق متعددة في وسط العراق حيث كانت "" الأزيدية - نادية مراد طه "" ، بعد محاولاتها الفرار من مناطق داعش والتخلف المنصوص انفاً بعد ارتكاب فعل الإغتصاب هنا وهناك كانت عائلة نادية مراد قد أُغتصبت بكاملها ، ومات مَنْ مات من اهلها ، وهربت من مقاطعة سنجار واصبحت رمزاً ، الصبايا والشابات اللواتي عانين من الاعتداء الجنسي وإجبار المرأة على تقبل فضول الذكر تحت فرضيات الاستعباد والإستغلال للذكر ! وتمرير عملياته الدنيئة وفرض وحصار وسجن المرأة وجعلها ملكاً لَهُ كأى شيئ اخر بعد الغزوات والاستفاضة من اثار رهان الحروب والغنائم .
اذا المراة هنا في يومها نكرمها ونقف امام عظمة تضحياتها التي لا حدود لها برغم بلاغة جراحها العميقة لكنها تُثبتُ لنا على مدى التاريخ انها اذا ما تركت لها الحرية الكاملة فسوف تُبدِعُ بلا حدود وبلا مِنة من الرجل ..
تحية اجلال كبيرة لدورك ايتها الجميلة التي تسعى دائماً الى الإنتاج مهما كان التطويق لدورها وإعتبارها تابعة للرجل وليست متساوية مع قدراتهِ .

عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في / 8- اذار - مارس/ 2023 / ..



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة