النساء في يومهن

حسن مدن
madanbahrain@gmail.com

2023 / 3 / 10

حتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، لعلّه أهمّ الأيام العالمية على الإطلاق، كيف لا وهو الذي يتصل بنصفنا الآخر، الأجمل: النساء، واختير له الثامن من مارس/ آذار بالذات يوماً، لأن في هذا التاريخ تخليداً لذكرى يجب أن تبقى حيّة، فمع أن الأمم المتحدة لم تعتمده يوماً عالمياً للمرأة إلا في عام 1975، لتدعو بعد عامين الدول الأعضاء إلى إعلانه عطلة رسمية، فإن ذكرى هذا اليوم تعود إلى زمن أبعد بكثير، إلى العام 1910، بناء على اقتراح من الناشطة النسويّة الالمانية كلارا زيتكين، إحياء لذكرى احتجاج العاملات في مصانع الملابس في نيويورك في اليوم نفسه من عام 1857.

وبمرور هذه المناسبة هذا العام، أشار ممثلو الاتحاد البرلماني الدولي، إلى أن مشاركة المرأة السياسية لم تكن يوماً بالتنوع الذي تتميز به اليوم، موضحين أن النساء شغلن ربع المقاعد البرلمانية خلال انتخابات عام 2022 في 47 دولة، ما يشكل نسبة 25.8% من المقاعد، ونتيجة لذلك، فقد بلغت نسبتهنّ في البرلمانات العالمية ما يعادل 26.5% بداية عام 2023، ومع ذلك، فإن تحقيق التكافؤ بين الجنسين في الهيئات التشريعية العالمية، سيتطلب ما لا يقل عن 80 عاماً، نظراً لوجود جوّ من التمييز ضد المرأة في العديد من دول العالم.

ولا تنحصر المسألة في نسبة التمثيل النسائي في البرلمانات. هناك حقوق كثيرة للنساء مسلوبة، وما زالت البُنى الاجتماعية المحافظة والتشريعات تعيق المساواة المنشودة بين الجنسين، وكمثال، فإن السلطات في باكستان منعت تجمعاً حاشداً للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لتفادي احتجاجات مضادة عنيفة من جماعات دينية محافظة، تتهم المنظمين والمشاركين بالترويج للقيم الغربية، وليس بعيداً عن باكستان فإن معاناة المرأة في أفغانستان بعد عودة "طالبان" للسلطة، تثير أشدّ الاحتجاجات حيث تحرم النساء حتى من حقهن في التعليم، وفي إيران كان الموقف من حريات المرأة مفجر موجة الاحتجاجات الأخيرة هناك.

في عالمنا العربي فإن المدّ المحافظ الذي اجتاح المنطقة منذ عقود نال من الكثير من مكتسبات المرأة العربية في مراحل سابقة، والنساء والأطفال هم اليوم ضحايا الحروب والكوارث والتطرف الديني في بلدان مثل سوريا والعراق واليمن وسواها، فيما تتفاقم معاناة النساء الفلسطينيات تحت الاحتلال الإسرائيلي، بصورها المتعددة.

وهناك شكاوى متزايدة من العنف الممارس ضد النساء في مناطق مختلفة في العالم يبلغ حدّ القتل، وشهدنا في بعض بلداننا العربية الكثير من الشواهد على ذلك، فيما التشريعات السارية عاجزة عن تقديم الحماية الضرورية للمرأة ضد التمييز الذي يطالها في مجالات التعليم والعمل والسكن وغيرها.

وهناك أيضاً عنف لفظي أيضاً ضد النساء. في هذه الخانة صنفت ناشطات تغريدة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، مالك منصة «تويتر» قبيل يوم المرأة العالمي، يصف فيها المرأة ب«المخلوق الجميل والعنيف». وفي الصورة التي نشرها ماسك تظهر امرأة وهي تعانق دباً، وكتب عليها: «إنهنّ يبدون لطيفات ومحبوبات، لكن يمكن لأمر بسيط أن يحوّلهن عنيفات حتى إن أقسى الرجال يمكن أن يُقتلوا، أو يُشوهوا مدى الحياة».

وتتالت سهام النساء الغاضبات على ماسك. إحداهن خاطبته بالقول: «أنت في حال من الفوضى العارمة»، فيما جاء في تغريدة أخرى: «سلوك مُذل من رجل في أزمة منتصف العمر».



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة