في اليوم العالمي للمرأة: ما زال العنف وانتهاك حقوق المرأة مستمر!!

فارس قائد الحداد
ali.alhadddad.2070@gmail.com

2023 / 3 / 14

اصبحت المرأة في العالم تواجه مصيرها من الانتهاكات الرهيبة لحقوقها المشروعة في كثير من الدول ولا سيما في دول العالم الثالث حيث أصبحت المرأة تعيش خارج فضاء الحقوق وتتعرض لأبشع صنوف التنكيل والحرمان من أبسط الحقوق

وإذا كانت المرأة بشكل عام قد انتزعت العديد من حقوقها في مجال التعليم والصحة والعمل وغيرها إلا أن حكومات العديد من الدول، ومنها الدول العربية المستقرة والغير مستقرة تظل عاجزة أمام مشكلة العنف ضد النساء وحرمانها من حقوقها ولم تتمكن من القضاء عليها أو حتى وضع حد لها.

اتساع دائرة العنف

قالت منظمة حقوق الإنسان ومنظمة هآرتس وهي منظمات دولية غير حكومية تعمل في إطار الدفاع عن حقوق الإنسان إن وتيرة العنف وانتهاك حقوق المرأة تزايدت في كثير من الدول ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات الأخيرة 2021 _2022 بسبب عدم الاستقرار في عدد منها، "ولكون المرأة أكثر هشاشة على سلم الحقوق وأقل امتلاكا لمصادر القوة والحماية الاجتماعية سواء الرمزية أو المادية."

واضافة المنظمة إن انتهاك حقوق المرأة أصبح جزءا لا يتجزأ من ملف العنف العام. وتقع المسؤولية فيه على المجتمع بأسره الذي يحرمها من العديد من حقوقها لأسباب أخلاقية وثقافية واجتماعية مشوهة تسمح بممارسة التمييز والإقصاء والعنف رغم أنها تشكل نصف القوة الإنسانية للمجتمع.

وتتنوع أشكال العنف وانتهاك حقوقها ما بين الإيذاء البدني أو الجسدي وتتسع لتشمل سائر مظاهر ممارسة التمييز ضد المرأة وحرمانها من حقوقها الإنسانية في الصحة والتعليم والعمل والمشاركة السياسية والتمييز ضدها في أماكن العمل، علاوة على ما تتعرض له من عنف في أوقات النزاعات المسلحة أو على يد تنظيمات إرهابية.
والأمثلة كثيرة على انتهاك كثير من الدول لحقوق المرأة منها :

أفغانستان، أدت عودة حركة طالبان الأفغانية إلى السلطة إلى انتهاك حياة وحقوق ملايين النساء الافغانيات ، إذ منعت الفتيات والنساء من إكمال الدراسة الثانوية والجامعية، والعمل في معظم الوظائف، والسفر لمسافات طويلة ، في انتهاك صارخ لكل الاعراف الدينية والانسانية كما تعمدت سلطات طالبان الأفغانية الاسلاموية المتطرفة على حرمان النساء الافغانيات من أبسط الحقوق المشروعة في تحتدي واضح لقيم الانسانية والدين الذي تمارس طلبان من خلاله تلك الانتهاكات بحق المرأة الأفغانية بصورة عدائية حاقدة وبشعه.والذي ترفضه الأديان السماوية والأعراف الانسانية وكأن هذه المرأة ليست من خلق الله لينتهكوا حقوقها.

اما في إيران، اندلعت الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً والتي اعتقلتها وقتلتها شرطة الأخلاق في طهران في 13 سبتمبر/ أيلول عام 2022 بزعم عدم التزامها بقواعد اللباس الإيرانية.
ونتيجة للسياسات الدينية الطائشة والمتطرفة والانتهاكات الجسيمة بحق الإنسان والمرأة الإيرانية من قبل السلطات الايرانية جاءت حادثة مقتل الفتاة الكردية مهسا ميني صادمة بالنسبة للمرأة الإيرانية والشارع الايراني بشكل عام حيث كان مقتلها بمثابة انتزاع النظام الاسلاموي الإيراني صاعق قنبلة الثورة والاحتجاجات الشعبية في إيران كتعبير عن حالة الانتهاكات التي مارسها النظام الاسلاموي في إيران
منذ ذلك الحين، استمرت المظاهرات والثورة الشعبية والى الان في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بحقوق أفضل للمرأة وتغيير ورفض القيادة الاسلاموية الحالية، فأصبح شعار الاحتجاجات تحت عنوان "المرأة، الحياة، الحرية". واعتبرت السلطات الإيرانية هذه الاحتجاجات على أنها "أعمال شغب" وردت بالقوة والعنف على المحتجين، حيث لقي المئات والالاف من الأشخاص الغالبية من النساء حتفهم جرّاء ذلك.واعتقال الألف النساء والشباب وما زالت مسيرة عنف النظام الإيراني المتهالك مستمرة ضد المرأة الإيرانية والشعب الإيراني في ظل الصمت الدولي والأممي البشع.

في العراق تعرضت المرأة العربية العراقية لأبشع صور التنكيل والحرمان والقتل بحقها وحرمانها من حقوقها كإنسان خلفها الله فضلا عن ممارسة أبشع الجرائم بحقها على يد الجماعات الاسلاموية الشيعية والسنية المتطرفة ولا ننسى تلك المشاهد المؤلمة التي بثته وسائل الاعلام حول ما تعرضت له المرأة العربية العراقية الايزيدية في جبل سنجار من ممارسات رهيبة يندى لها الجبين على يد الجماعات الاسلاموية الشيعيةوالسنية المتطرفة في ظل صمت السلطات العراقية والصمت الدولي التي كانت وما زالت شريكه في جرائم الانتهاكات لحقوق الإنسان والمرأة العربية الايزيدية فاي دين واي أخلاق واي معتقدات من يؤيد مثل تلك الانتهاكات التي تعرضت المرأة العربية العراقية الايزيدية في جبل سنجار.

اما في سوريا عاشت المرأة العربية السورية منذوا 12 عام بين جحيمين جحيم الحرب على سوريا وجحيم التهميش والعنف والإقصاء والحرمان من أبسط الحقوق المشروعة خاصة في مناطق سيطرة المعارضة والجماعات الاسلاموية السورية وبعض مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد ايضاً وفي ظل استمرار العنف ضد المرأة السورية ما زالت المرأة العربية السورية تحلم وتناضل بأن تحصل على كامل حقوقها المشروعة على امتداد الريف أو الحضر باعتبار حقها شيء مشروع

وفي ليبيا الجماهيرية العربية العظمى تعيش المرأة العربية الليبية كل فصول العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوقها مثلها مثل المرأة العربية السورية والعراقية واليمنية وأكثر. من ذلك
ولم تحصل المرأة العربية الليبية على حقوقها المتساوية والمشروعة مثلها مثل أخيها الرجل ، والسبب في ذلك الحرب والغزو الظالم على ليبيا عام 2011م الذي ساهم في انتهاك حقوق المرأة العربية الليبية اكثر وأن من يحكم ليبيا اليوم هم ثلة من مرتزقة الجماعات الاسلاموية المتطرفة التي تنظر إلى المرأة وحقوقها من زواية دينية مقيته قائمة على العنصرية والتميز والإقصاء والتحريم وغيرها من المبررات السادية والسخيفة.

في اليمن أيضا لم يكن حال المرأة العربية اليمنية بأفضل حال على غيرها من المرأة العربية وخاصة في ظل استمرار الصراع والعنف والحرب في البلاد ،
تبقى المرأة العربية اليمنية أحد وأكثر الضحايا لتلك الحرب المأساوية بين أطراف الصراغ حيث حُرمت المرأة اليمنية من حقوقها كإنسان وانتهكت حقوقها في التعليم والصحة والمشاركة المجتمعية والسياسية وفرص العمل على مستوى الريف هي أكثر حرماناً من حقوقها
وهذا يرجع أسباب كثيرة منها الفهم المشوه للقيم الدينية والعادات والتقاليد المجتمعية البالية والنظرة الدونية السياسية والمجتمعية القاصرة نحو المرأة وغياب السياسات الحكومية وانصهارها في العمق الإسلاموي والاجتماعي الخاطىء والضيق، لكني إتسال اي ديانه واي معتقدات دينية أو سياسية أو اجتماعية من يشرعن لايا كان لحاكم او محكوم ان يرفض ويمنع المرأة من حقوقها المشروعة

اما عن حقوق المرأة الإفريقية هي أيضا الأكثر حرمانا وتهميش وإقصاء لحقوقها وما زالت تتعرض لكل صور العنف بكل أشكاله فحقها في التعليم والصحة والمشاركة المجتمعية والسياسية غائب في إطار السياسات الحكومية داخل بنية الحكومات بل كانت وما زالت المرأة الإفريقية هي ضحية ووقود النزاعات والحروب الأهلية المستمرة واسيرة الفقر والجوع والمرض والجهل التي تعاني منها غالبية الشعوب الإفريقية. والى اليوم.

بالنسبة للمرأة الغربية أو الاروربية على الرغم من الهرج الإعلامي ومدى التقدم لتلك الشعوب وإظهار المرأة بأنها نالت على كامل حقوقها الا ان المرأة الغربية والأوروبية ما زالت تتعرض للعنف المستمر بحقها وأن حقوقها ليست كاملة لكن هذا لا يعني أن المرأة الغربية والأوروبية لم تحصل على حقوقها بل نجحت تلك المرأة الغربية والأوروبية والآسيوية في انتزاع غالبية حقوقها وما زالت تناضل من أجل كامل حقوقها إلى اليوم.

وهذا ما يؤكد أيضا أن المرأة العربية والإفريقية في الدول التي تنعم بالاستقرار ما زال هناك عنف ضد حقوقها وهذا يدلل أن المرأة العربية والإفريقية في الدول المستقرة والدول الغير مستقرة على حد سواء ما زالت تناضل من أجل حصولها على حقوقها المتساوية والمشروعة وخاصة مع تنامي الكثير من المنظمات والاصوات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان العربية والإفريقية التي خرجت الى العلن التي تدافع عن حقوقها و تنادي بصوت مرتفع بحقوق المرأة العربية والإفريقية وتخاطب الحكومات العربية والإفريقية بضرورة إيلاء المرأة العربية والإفريقية كامل حقوقها المشروعة في النص الديني والقانوني .



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة