المجتمع الذكوري وجسد المرأة

عزالدين مبارك
ezd.mbarek@gmail.com

2023 / 4 / 24

ليس اللباس والوجود في خيمة سوداء مرعبة تجعل المرأة فاضلة فنظرة الرجل الشهواني المتخلف لجسد المرأة هي من ترى أنه مدنسا, فالعيب في المجتمع الذكوري وليس في المرأة ولباسها ثم إن الإنسان إمرأة أو رجل ولد عاريا وعاش عاريا لمدة طويلة في التاريخ إلى أن بدأ حديثا ظهور الملابس بحيث في مكة مثلا كان الأعراب يطوفون حول الكعبة عرايا. المشكل يكمن في الفكر الديني المتخلف والمتهافت والعقل الفقهي المسكون بالجنس والذي أوجد المجتمع الذكوري الذي جعل الرجل ولو كان بلا أخلاق وبلا رجولة حارسا على أجساد النساء بالبيت وبالشارع كسلطة مكان الإله المتخيل لإهانتها وتحقيرها ليستغلها في خفايا المنازل لخاصة نفسه حيث لا يراه الناس والمتلصصون. أما الإله الذي يراقب كل ما يجري عرايا وغير عرايا حتى في غرف النوم وعباده عاكفون يتلذذون بما طاب من جسد يكرهونه ويعوذون ربهم ويستغفرونه في المشاهدة العلنية ويشتهونه ويحبونه حبا جما في الخفاء والظلمة ولو أتى عن طريق الدنس وزواج المتعة والسبي والغزو وقتل الرجال. فالإله لا يفوته شيء من كل هذا وقد قدمنا عرايا للوجود فأين سنختبئ عن بصيرته حتى لا نخجل منه ومن مقامه العالي عندما نقوم بأفعالنا الحميمة ؟ فهو غفور رحيم مادام يلبي شهواتهم ونزواتهم الجنسية الدافقة والمتنطعة والمتسيبة بلا قيود وجوامح وقد منحهم العبث بأجساد النساء كما يحب ويشتهي زوجات وسرايا وسبايا وكل من عرضت نفسها لنكاحها حلالا زلالا من رب العالمين العطوف الرحيم برجاله الميامين "فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا" (يعني قبيلة وحريم). فكيف تكرهون العري وأنتم عرايا مكشوفين أمام الإله وأمام أنفسنكم أفلا تستحون من نفاقكم أيها الذكور؟



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة