المرأة شيطان رجيم في الدراما التلفزيونية

عبله عبدالرحمن
abla.rahman@yahoo.com

2023 / 4 / 25

اتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر. عبارة لا استطيع الجزم بصحة كونها من اقوال الامام علي بن ابي طالب، بيدا انها تبقى من الاقوال المتداولة والمنسوبة اليه. كذلك الامر مع الاسطورة التي قالت: ان حواء هي من زينت لادم الاكل من الشجرة. وفي الروايات ايضا هناك ما يثبت براءة حواء من مثل هذا الارث. لكن الدراما التلفزيونية لهذا العام لم تكن بريئة ابدا وهي تحاكي صورة المرأة وفي اكثر من عمل تلفزيوني وتظهرها الشريرة والقاتلة والحاقدة والطماعة والغيورة. وكأن سالومي تعود بكل حقدها وشرها وسلاحها الى عالمنا باختلاف طرق الغواية من اجل تحقيق الاهداف. الحقيقة ان الدراما التلفزيونية ومن عام الى عام تؤسس الى عالم يقدس الجريمة ويبررها، عالم يتحطم من حوله حلم الاستقرار الذي بدأت تتغير ادواته ومعطياته وكأننا جميعا مأجورين لتحقيق يقظة سلبية في حياة الاخرين من حولنا، بيدا ان هذا العام علينا نحن النساء ان نتحصل على صك براءة مما نسب الينا. فلقد جاءت معظم الاعمال الدرامية بقالب وموضوع واحد ومتعمد وهو تشويه: لصورة المرأة الام او الزوجة او الاخت او الابنة او الحبيبة واظهارهن وكأنهن الشيطان برأس امرأة. وبالرغم من ان الحياة مليئة بالحكايات والاكاذيب الا ان حكاياتنا واكاذيبنا ما عادت تشدنا الى المزيد من العمل والامل وانما الى مزيد من الكراهية والحقد والطمع. لا وجود للسلم العائلي والانساني، بيوتنا اصبحت مغارة علي بابا نحيا فيها لصوصا تتقاذفهم الاطماع والانانية وشتى انواع الاحقاد. وكأن مثل هذا السلام اصبح رفاهية لن يطالها البشر. الام ظهرت بلسان سليط همها جمع المال وابناءها هم اعداؤها، الزوجة ظهرت الخائنة والقاتلة، الاخت تبيع نفسها من اجل الحصول على المال. المرأة ككيان في ظهرت بقالب لا نقول فيه لا عزاء للسيدات المغلوبات على امرهن والمضحيات من اجل اولادهن، لصالح نساء طافحات بالشر والحقد، تحركهن اطماعهن وغيرتهن. صورة المرأة في الاعمال الدرامية والتي تم عرضها في رمضان لم تكن الا اعلاء للباطل والتباهي به على حساب المرأة التي تتعب وتدبر وتتفانى من اجل عائلتها. اي امل يمكن ان نرجوه بعد ذلك اذا لم نتلمس انفسنا كفاسدين ومفسدين، ما دامت هويتنا قد مالت الى كفة الباطل المزركش بالمال والعلم الضال عن اهدافه الحقيقة. ان ما تم عرضه على الشاشة الصغيرة كان لئيما بحيث انه ضاعف علينا بغض الحياة على حبها واثنى من عزيمة السعي لتحقيق ما هو افضل لخير البشرية.
كم كان سيكون جميلا لو ان تلك الاعمال سلطت الضوء على نجاحات وانجازات المرأة التي حققتها بعزيمتها وثقتها بنفسها وثقة من حولها.
اتقوا الله فينا يا اصحاب الفكر الجاهلي وقد عدتم بنا الى كوننا عمل غير صالح لا يطويه الا التراب. ان ما تم عرضه يحتاج الى وقت لمحو التشكيك بسلامة سريرتنا وسلامة عقولنا من الشر المنسوب الينا نحن معشر النساء.



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة