جواري زمن الحريه

رحاب الهندي
rehabalhindy@yahoo.com

2007 / 5 / 5

تقول شهرزاد العصر:
-لا أومن بوجود حرية مطلقة او ديمقراطية مطلقة على المستوى السياسي أوعلى المستوى الإجتماعي، وبما إننا نتحدث عن الوضع الإجتماعي لأنه يهمنا أكثر فلنتحدث عنه وندع السياسة لأهل السياسة!!
معروف أن الإنسان إجتماعي بطبعه، وهو عبارة عن فريق من الناس يجتمعون في مكان واحد تربطهم أواصر مشتركة وأحياناً مختلفة، مجتمعاتنا الشرقية ومنها المجتمع العراقي الذي يضم فسيفساء مختلفة المذاهب والقوميات مجتمعة بالحب والتصاهر والصداقة!

لكن الملفت للإنتباه ان المرأة في كل هذه المجتمعات لم تزل جارية وان لم تكن! ومن دون الدخول في مناقشة عملية لكل ما سبق نختصر القضية بحكاية من الآف الحكايات المتشابهة التي تشعرنا بأن المرأة عليها ان تناضل طويلاً حتى تخرج من عالم الجواري الى عالم تحقيق الذات وإحترام إنسانيتها ولعل في حكاية د. سلمى الكثير من الحقائق التي تلقي بظلالها على مجتمعات لا تعرف الديمقراطية وان كانت تتشدق بها ولا معنى للحرية الإنسانية وإن كانت تحاول ان تغلف نفسها بها. إليكم الحكاية:
إمراة من بنات بلدي جميلة رقيقة مثقفة، وصلت الى مرتبة عليا من العلم فحصلت على شهادة الدكتوراه.
تخاف أن تعيش قصة حب حتى لا تؤذي من تحبه ويحبها من رجال المباحث والإستخبارات الحكومية فهي من عائلة معروفة بأنها معارضة ضد النظام السابق. لذا إنكفأت سلمى على ذاتها وغرقت في الأبحاث والدراسات بعيداً عن الحب ومتطلباته وتفوقت في كل مجالاتها العلمية.
رفضت كل عروض الزواج لأنها كانت متيقنة أن من يطلبها سيتعرض للإعتقال والتعذيب والإستفهام. فأغلقت باب قلبها وفتحت عقلها على القراءة...والقراءة فقط!
وشاءت المصادفة أن تسافر الى بلد ما، فتلتقي برجل يحمل نفس شهادتها ويبحث عن إمرأة مثقفة تحمل صفاتها فكان الزواج بعيداً عن وطنها الذي أحبته وعاشت فيه حياتها وظنت أنها بوجود الزوج قد تعوض الأهل والوطن والحياة التي عاشتها في ماض مرعب من تهديد بالإعتقال في أي لحظة؟.
لكن يبدو أن الإعتقال السياسي لا يختلف عن الإعتقال الإجتماعي، فالزواج بالنسبة لها إعتقال فيه من العذاب والحيرة والصدمة الشيء الكثير، نعم إعتقال إرادي إختارته بإرادتها لأنها احست في لحظة بأنها تحتاج الى حضن رجل وعقل رجل يمنحها تشبثاً بالحياة ويعطيها طعم الأمـومة التي تسكن داخل كل فتاة!
ولم يمنع تلاقح المعرفة والثقافة بينهما بان يكون هناك سد نفسي هائل فهي في واد وهو في واد آخر فلم يحاول وهو الدكتور المتخصص في علم النفس والذي يتحدث دوماً عن حقوق المرأة وحريتها وإستقلالها ومحاربة العنف الذي يمارس ضدها ان يوبخها لأقل سبب بل ويستخدم الضرب احياناً ان لو لم توافقه الرأي.. ومن المصادفات المبكية المضحكة التي تنتفخ خجلاً إنه في يوم ما كان يطل على شاشة التلفاز في إحدى الفضائيات ضمن برنامج مسجل يتحدث عن همجية الرجل الذي يضرب المرأة بينما هي بين يديه تتعرض لضرب موجع سبب لها كدمات في وجهها الجميل!!
أليست أشبه بالجارية التي يتحكم بها سيدها ويبيعها وقت إنتهاء شهوته منها! ما الفرق؟
قد لا يصدق البعض هذه الحكاية العصرية وقد يتهمنا بأننا ضد الرجل وبأننا نبالغ او نتخيل لكن لو دقق البعض بتجرد وبإنسانية في كثير من بيوتنا لأكتشف ان الكثير من النساء لسن اكثر من جوارٍ في أحضان الرجال، واننا إذا أردنا مجتمعا صحياً فعلينا معالجة الرجل أولاً من عقده النفسية ومشاكله، فهذا الدكتور الذي وصل الى مرتبة عالية من الدراسة وبحصوله على شهادة دكتوراه من انكلترا هو في الأصل إنسان حمل في داخله مشاكل طفولته وإحتياجاته المفقودة وعاث فساداً بين النساء في بلاد الغربة ولأن المرأة هناك جارية بإرادتها وحريتها. لم تتقبله اي أمرأة كزوج “كما اعترف لزوجته لاحقاً” لذا شعر بالحنين الى بنات بلده فهن الأكثر إنصياعاً لرغباته وجنونه وعقده، وهن الأكثر حرصاً على ألا يسببن له فضيحة امام الناس وهن الأكثر تحملاً لموبقات جنونه وعنفه، وهن جاريات يشتريهن باسم الزواج ومباركة الأهل والمجتمع، وتساوى الدكتور حامل الشهادة زوج الدكتورة سلمى حاملة الشهادة باي رجل بسيط يعمل في مهنة بسيطة لا يكاد يكتب او يقرأ وزوجته شبه أمية في اسلوب التعامل من حيث النظرة للمراة من إنها مجرد جارية في بيوتهم “رغم إنه قد نجد رجالاً أميين يتعاملون بأخلاقية عالية” لكن قد يبدو أن هناك فرقاً وهي ان الدكتورة تمردت بما تحمله من مخزون ثقافي وعلمي واصرت على طلب الطلاق حفاظاً على أن تكون سيدة حرة لا جارية تحت رحمة الزوج الدكتور.
وسعت بكل الوسائل وتنازلت عن كل الحقوق إلا حق سيادتها على نفسها.. ووصلت بعد جهد جهيد الى أن تتحرر من قبضة الإستاذ الدكتور الذي ينظر في علم كيفية معاملة المرأة بشكل حضاري بينما هو في الواقع يعاملها كجارية لا يهنأ بجسدها فقط بل يتلذّذ بأسلوب معاقبتها أحياناً بالامبالاة وأحياناً أخرى بالإهانة امام اهله وأهلها واحياناً كثيرة بضربها حتى أمام إبنها الصغير.
قد يقول قائل إنها حالة شاذة في مجتمعنا وقد نوافقه الرأي لكن نتمنى لمن يناصر هذا الرأي ان يدقق النظر ويحصي جيداً ليكتشف كم من الحالات الشاذة تعيش في مجتمعنا تحت العباءة وحين تسلط عليها الأضواء نجدها في هالة من الإبتسامة والرقة والوداعة والثقافة.
والمخفي تحت العباءة جارية تتعذب وتتلقى الصفعات بأسم الزواج.. ..

!!!! واي زواج



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة