لا لشعار ( الأسلام هو الحل) التضليلي

جلنار صالح

2007 / 6 / 4

في ظل الواقع الخطير والمتدهور الذي يشهده العراق تبرز قضية المرأة العراقية كواقع أكثر خطورة وتدهورا في ظل سيطرة الإسلامويين المباشرة والحقيقة على الشارع , وبقدر تعرض الرجل للموت بطرق صارت معروفة صارت المرأة تتعرض كل يوم للموت البطيء والانزواء عن طريق إرجاعها إلى أزمان ظلامية كانت فيها المرأة مجرد ظل يتحرك داخل البيت ليس لها من الحقوق الإنسانية شيء ..
فمن فرض الحجاب ألقسري إلى منع الاختلاط وما يتبعه من مشاكل نفسية واجتماعية إلى تحديد ثقافة وتعليم المرأة بحدود البيت الذي ولدت فيه ,أو الذي ستنتقل إليه بعد الزواج, بحيث تصبح محملة بثقافة تقديس الخوف والخضوع , تبرر لنفسها استلاب حقوقها وكرامتها وكتم صوتها بالقليل الأعوج الذي تعرفه من تعاليم دينية , هذا إن استطاعت إن تميز بين الظلم والشعور بالظلم ..
إن مشكلة المرأة العراقية لاتقتصر على خضوعها واستسلامها لظروف الجو العام الذي يشهده العراق بل إلى تعتيم إعلامي لطمس معاناتها يمارس عليها أو تمارسه أحيانا ضد نفسها تحت ضغط الخوف من الإسلاميين وتهديدهم المستمر لكل من يعترض عليهم, وأحيانا لثقافة المرأة المحدودة والمسخرة لهم مسبقا
ولاشك أن الاعتراض على فتاوى وإحكام يعاد إحياءها, تمعنا في إذلال المرأة, امرا يكاد ان يكون مستحيلا في ظل هذا الجو, المسمم بمتفسخات القرون السحيقة, فيصبح قبولها بالحجاب ألقسري يسيرا قياسا إلى إحكام أكثر تطرفا كحكم( إرضاع الكبير مثلا) أو قياسا على إحكام أخرى تثير الشفقة والاشمئزاز العقلي يتم تقبلها من قبل الرجال دون اعتراض أو نقاش عقلاني –كتقبلهم لتحريم جمع الطماطة والخيار في كيس واحد لحرمة الاختلاط بين ذكر وأنثى !! –
وبما إن الفكر المتشدد, هو فكر مغلق لا يقبل النقاش المنطقي والعقلاني, يمارس, بناء على معلومات معلبة (الإحكام الشرعية والفتاوى )التي لاتخضع لسلطة العقل, تنظيما شديدا وفطنا وحاذقا , مما يعني استحالة فتح ثغرة للنقاش العقلي في أي مسالة تتعلق بالدين, وبالتالي بالمرأة ووضعها, وهذا يعني ان مهمة المراة في تحرير نفسها أو حتى الحفاظ على مكتسبات العقود الماضية, في ظل هيمنة الأحزاب الأسلاموية , هي مهمة شبة مستحيلة .. وكل هذا يعززه انهيار السد الهش بين الفكر المتشدد والمؤسسات الدينية, أو الأشخاص الذين يمثلونها, الأكثر عقلانية واعتدالا باتجاه التطرف خاصة في قضايا تخص المرأة أو تمس إنسانيتها وكرامتها وحقوقها مما يعني المزيد من الإحباط والتدهور في واقع المرأة العراقية في ظل هيمنة احزاب تقتات على فتات مائدة ماض تكتظ اسواقه ببضاعة قوامها العبيد والجواري .
ان حصيلة اربع اعوام من هيمنة الميليشيات الأسلاموية هي انتشار ظاهرة البغاء الشرعي ( المتعة التي يجري تطبيقها بطريقة البغاء ) وانتشار ظاهرة الممارسات الجنسية الشاذة ( المثلية) فضلا عن حرمان المرأة من حقها في ممارسة حرية حقيقية باختيار شريك حياتها, حرية , تجنبها معاناة الأغتصاب ( الشرعي) الذي تعاني من ويلاته اعداد غفيرة من النسوة العراقيات.
أن السؤال الذي يجول في عقول النساء العراقيات هو : اذا كانت كل هذه الكوارث التي حلت بالمرأة العراقية في ظل حكم اسلاموي مقيد بمراقية وضغوط الجانب الأمريكي , ترى ماذا سيحصل للمرأة العراقية لو اتيجت الفرصة ( لاسامح الله) لهذه الأحزاب وميليشياتها بحكم العراق حكما لارقيب عليه غير الأمزجة الذكورية لاصحاب فتاوى تحريم ( جمع الطماطة والخيار في كيس واحد) اومايشابهها من فتاوى تتساوى فيها كل المذاهب الأسلامية مادام العقل قد احكم اغلاقه وسلمت مفاتيحه لحراس( ماضينا الذهبي ) وهل بعد كل هذه الكوارث التي حلت بنا ( نساء ورجالا) نتيجة التطبيق الجزئي للشريعة الأسلامية في افغانستان وايران والعراق والسعودية نصدق رافعي شعار ( الأسلام هو الحل) ؟



https://www.c-we.org
مركز مساواة المرأة